أخبار عالميةالأخبار

وفيات بريطانيا من كورونا أعلى من المعلن ووصلت إلى 41000 شخص

قالت دراسة لصحيفة “فايننشال تايمز” إن خالات الوفاة بسبب كورونا هي ضعف الأرقام الحكومية. وجاء في تقرير أعده المحرر الاقتصادي كريس غايلز أن عدد الوفيات في بريطانيا بسبب كوفيد-19 وصل إلى 41.000 حالة حسب تحليل أجرته الصحيفة لآخر بيانات من مكتب الإحصاء الوطني.

 

وهذا التقدير الجديد هو ضعف الرقم الرسمي الذي نشرته الحكومة يوم الثلاثاء وأكد وفاة 17.337 شخصا، وهو رقم يحصي فقط الذن ماتوا في المستشفيات بعدما كشفت فحوصاتهم عن إصابتهم بفيروس كورونا. وقام استقراء “فايننشال تايمز” بناء على الأرقام التي نشرها مكتب الإحصاء الوطني والتي نشرت يوم الثلاثاء وتضم وفيات حدثت خارج المستشفيات وتم تعديلها لتناسب التوجهات العامة في معدلات الوفيات.

 

ودعم التحليل الأدلة التي برزت عن تصاعد في حالات الوفاة والتي حدثت يوم الثامن من نيسان/إبريل الحالي مع تراجع في الوفيات منذ ذلك الوقت رغم ما سجلته المستشفيات (823 حالة) يوم الثلاثاء، وهو ارتفاع حاد بـ 449 حالة عما سجل قبل 24 ساعة من ذلك الوقت.

 

وكشفت بيانات المكتب الوطني للإحصاء أن معدلات الوفاة المسجلة في الأسبوع الذي انتهى يوم 10 أبريل/نيسان كانت بنسبة 75% وهي أعلى من المعدل العادي في إنكلترا وويلز وتعتبر أعلى نسبة مسجلة منذ 20 عاما. وفي تلك الفترة تم تسجيل 18.516 حالة وفاة وتمت مقارنتها مع المعدل المسجل في خمس سنوات وبنفس الأسبوع وهو 10.520 حالة في العام. وتم تسجيل نفس المعدلات في اسكتلندا وشمال أيرلندا.

 

وقال نيك سترايب مسؤول حوادث الموت في مكتب الإحصاء الوطني إن الرقم “غير مسبوق” خاصة أن الجو كان مشمسا ودافئا في الأيام التي سبقت عطلة عيد الفصح. وقال إن الأسبوع ضم الجمعة السعيدة حيث يكون تسجيل حوادث الوفيات في أدنى مستوياته ولهذا فأرقام مكتب الإحصاء الوطني في أدنى حالاتها وبحوالي 2.000 حالة. ومن هنا زادت حالات الوفيات في بريطانيا مع معدلات أدنى من المدى الطويل إلى أعلى منها بسبب الوباء.

 

ووصل عدد الحالات إلى 16.952 حالة في بريطانيا وهي أعلى من المعدلات الموسمية ومنذ زيادة حالات الوفيات بسبب كوفيد-19 منتصف آذار/مارس. و”كل أسباب الزيادة في الوفيات” كانت مرتبطة في أحسن حالاتها بالوباء. ويقول ديفيد سيبغلهولتر، أستاذ الفهم العام للمخاطر بجامعة كامبريدج، إن ربطها بالوباء هي “المقارنة غير المتحيزة” في ضوء صعوبة تحديد الوفيات وأسبابها. ونظرا لتأخر جمع وترتيب البيانات، فقد نشر مكتب الإحصاء الوطني الأرقام للفترة التي تنتهي بالعاشر من نيسان/إبريل، وهي أرقام عادة ما تصل بعد أربعة أيام من حادثة الوفاة.

 

وقامت الصحيفة باستقراء هذه الأرقام بناء على التوجهات المسجلة للوفيات في المستشفيات واعتبرت أن العلاقة بينها والزيادة في حالات الوفاة ظلت مستقرة كما كانت منذ بداية الوباء. وبناء على هذه الطريقة فقد تم تقدير عدد الوفيات برقم متواضع وهو 41.102 حالة وفاة حتى 21 نيسان/إبريل.

 

وقال كارل هينغان، أستاذ الطب القائم على الأدلة بجامعة أوكسفورد، إن الآثار المميتة لكوفيد-19 واضحة بشكل شديد عما تظهر أثناء الإنفلونزا الموسمية. وقال: “لا أعتقد أننا شاهدنا زيادة حادة في الوفيات وبهذا المعدل”. فحالة انتشار الإنفلونزا الموسمية ربما قتلت 50.000 شخص في بريطانيا بالفترة ما بين 2017- 2018. و”السبب الذي لم يثر قلقنا هي أنها حدثت على مدى أسابيع”.

 

وتكشف أرقام مكتب الإحصاء الوطني أن حالات الوفيات في بيوت الرعاية والبيوت زادت بشكل حاد أثناء الوباء. ففي الأسبوع الذي انتهى بـ 10 نيسان/أبريل وصل عدد الوفيات في البيوت إلى 4.927 حالة وهو رقم أعلى من المسجل في الشهر السابق، 2.471. وقال البروفسور سبيغلهولتر إنه لم يتم تسجيل سبب الوفاة في شهادة الموت بكورونا في الكثير من الحالات، سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.

 

وقال إن بعض الأطباء ربما تردد في تحديد الفيروس كسبب للوفاة لأنه كان مرضا جديدا ولم يكونوا متأكدين منه. وأضاف أن بعض الذين ماتوا بسبب الفيروس ربما خافوا من الذهاب إلى المستشفى ولم يكونوا راغبين بتحميل الخدمة الصحية أعباء جديدة. وبهذه الحالة قد يكون هؤلاء ضحايا غير مباشرين للفيروس. وقال مكتب الإحصاء الوطني يوم الثلاثاء إنه طلب من مكتب الصحة العامة في إنكلترا التحقيق في أسباب زيادة حالات الوفاة في بيوت الرعاية.

 

وبحسب الأرقام التي سجلتها الصحيفة بناء على مناطق بريطانيا، فقد توفي في إنكلترا وويلز 38.000 شخص بسبب كوفيد-19. وفي اسكتلندا فهذا العدد أقل من 3.000 وفاة وفي شمال أيرلندا فالعدد أقل من 500. ومع أن نسبة 24% من الوفيات العادية تحدث في بيوت الرعاية إلا أن التحليل يقترح أن أقل من 11.000 حالة وفاة حدثت في هذه البيوت منذ بداية الوباء.

 

ويرى إيان هادسبث، رئيس منظمة الحكم المحلي “مجلس رعاية المجتمع”، أن أرقام مكتب الإحصاء الوطني “مثيرة للحزن وصادمة” وتعكس التحديات التي واجهت العاملين في بيوت الرعاية في البلاد. وكشفت أرقام مكتب الإحصاء الوطني أن معظم الوفيات كانت بين الأشخاص فوق سن السبعين.

زر الذهاب إلى الأعلى