اخبار تركياالأخبار

في تركيا الوزير يستقيل والشعب يرفض والرئيس يستجيب

تصدر وسم باسم وزير الداخلية التركي “سليمان صويلو” قائمة التغريد العالمية بعد أن رفض الشعب الاستقالة التي تقدم بها إثر قراره بفرض حظر التجول، سعيا للحد من انتشار فيروس كورونا، وهو القرار الذي أدى لتدافع الأتراك في الأسواق لشراء مواد تموينية قبل بدء الحظر بساعات.

 

وقد أثار هذا الازدحام الكثير من الانتقادات وحملوا الحكومة مسؤولية حدوثه، لأنها لم تعلن عن الحظر قبل وقت كاف للمواطنين لشراء احتياجاتهم من الأسواق.

 

وزير الداخلية لم يتأخر بالرد، حيث أعلن استقالته فورا من خلال تغريدة لها، أكد فيها أنه يتحمل مسؤولية ما حدث، قائلا “تطبيقُ قرار حظر التجول الذي جاء خلال مرحلة حساسة ودقيقة وتحديدا لمنع انتشار الوباء فيروس كورونا المستجد، أتحمل مسؤوليته بأبعاده كافة، والمشاهد التي ظهرت -وإن كانت في ساعات محدودة بالبداية- لم تتسق مع هذه المرحلة التي جرت إداراتها بشكل مثالي”.

 

ومضى يقول “كان الواجب عليّ ألا أسمح بحدوث مثل هذه المشاهد، لا سيما في هذا الحدث الذي أتحمل مسؤوليته، كانت خطوة عن حسن نية لوقف هذا الوباء وانتشاره ولو قليلا خلال نهاية الأسبوع، أطلب الصفح من شعبنا العزيز الذي لم أفكر أبدا بإلحاق الأذى به، ومن السيد رئيس الجمهورية الذي سأبقى وفيا له حتى آخر عمري، أتنحى عن منصب وزير الداخلية الذي تقلدّته بشرف، اللهم احفظ شعبنا”.

 

لكن الشعب التركي رد سريعا وبقوة على قرار الوزير، حيث أطلق الأتراك تغريدات تحت وسم “نحن نرفض استقالتك”، مؤكدين قناعتهم بأنه اتخذ قراره بحسن نية، وبهدف وضع حد لفيروس كورونا الذي تفشى بالكثير من الدول، وقد تصدر هذا الوسم قائمة التغريد في تركيا.

 

وبعد الرفض الذي أظهره الشعب لاستقالة صويلو، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رفضه للاستقالة، وأبقى الوزير بمنصبه، وهو الأمر الذي قوبل بترحيب واسع بين الأتراك، حيث تناقل النشطاء مقاطع فيديو تظهر احتفالات الأتراك من شرفات ونوافذ منازلهم فور الإعلان عن القرار.

 

وقد رصدت نشرة الثامنة “نشرتكم” أبرز التغريدات حول هذا الموضوع، وكان من أهمها تغريدة للوزير صويلو فور الإعلان عن رفض استقالته قال فيها “اتخذت قرار الاستقالة بناء على شعوري بالمسؤولية تجاه تطبيق حظر التجول، لكن موقف الشعب التركي ورئيس الجمهورية تجاه قراري جعلني أشعر بالخجل”.

 

وقال في تغريدته أيضا “إن الخطوات التي خطوتها كانت في سبيل الدولة والشعب، قبول الدولة والشعب للنواقص التي حصلت أثناء هذه المسيرة على أنه وضع إنساني والسماح لي بأن أصلح هذا النقص لأمر زاد من مسؤولياتي، أدعو الله ألا يحرجنا أمام شعبنا، إن شاء الله سنستمر في خدمة شعبنا”.

 

بدورها رحبت زعيمة “الحزب الصالح” المعارض، ميرال أكشينار، بما فعله الوزير قائلة “يتطلب من الشخص أن يكون ناضجا ويتحمل المسؤولية لكي يقبل أن ما فعله كان خاطئا. أشكر السيد سليمان صويلو لتصرفه الذي يدل على نضجه. وأتوقع من وزير المالية ووزير الزراعة اللذين أثبتا أنهما علامة للفشل من خلال فشلهما المتكرر، أن يُظهرا النضج ذاته”.

 

أما زعيم حزب الوطن المعارض دوغ بيرنشيك فكتب في تغريدة له “إن استمرار السيد سيلمان صويلو في منصبه وزيرا للداخلية قرار صائب جدا في سبيل تحقيق أمن الدولة التركية. علينا ألا ننسى أننا في مركب واحد في كفاحنا ضد فيروس كورونا وفي حربنا ضد إرهاب حزب العمال الكردستاني وتنظيم فتح الله غولن”.

 

في حين علق الصحفي السوري قتيبة ياسين على الحدث مغردا “البارحة تصدّر تويتر تركيا وسم “استقالة صويلو” بعد أن اتهم الأتراك وزير داخليتهم بأنه المسؤول عن التزاحم الذي حصل بعد إعلان حظر التجول في تركيا قبل ساعتين فقط من تطبيقه، والآن أعلن سليمان صويلو استقالته.. بلد يستقيل فيه المسؤول بوسم هو بلدٌ بخير”.

 

وبدوره غرد رئيس تحرير صحيفة المصريون جمال سلطان قائلا “التعليقات المتناقضة والمثيرة للغثيان التي شهدها الإعلام المصري والسعودي والإماراتي أمس عن واقعة استقالة وزير داخلية تركيا سليمان صويلو، تكشف عن “بؤس” الهوة السحيقة التي تفصل إعلام نظم القمع والرأي الواحد عن استيعاب آليات الحراك السياسي في النظم الديمقراطية، نسيج سياسي مختلف تماما”.

زر الذهاب إلى الأعلى