أخبار عالميةالأخبار

العالم لن يعود إلى طبيعته… والدول تستعد لخسائر هائلة

نصح خبراء في المال والاقتصاد والسياسة والرعاية الصحية حكومات العالم بوضع استراتيجية مدتها 18 شهراً للاستجابة لاحتياجات قطاع الرعاية الصحية والاقتصاد وسط جائحة كوفيد – 19.وقالوا إنه من غير المتوقع العودة للحياة الطبيعية بالكامل حتى يتم اكتشاف لقاح أو علاج فعال. وبدأت هذه الدعوة في الولايات المتحدة ولكنها انتشرت في الدول الغربية بسرعة.

 

وقال نييل كاشكيري، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في مينيابليس، إن الانتعاش الاقتصادي في أمريكا من الوباء لن يكون سريعاً، ولكن من غير الواضح متى ستصل مطالبات البطالة الجديدة إلى القمة.

 

وقال جيمس بولارد، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس، لشبكة بلومبيرغ في أواخر مارس/ آذار، إن البطالة ستصل في الولايات المتحدة إلى 30٪، بينما يمكن أن ينخفض الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 50 ٪. وكان وزير الخزانة ستيفن منوشين قد حذر الجمهوريين في السابق من أن البطالة قد تصل إلى 20 ٪.

ولم يتمكن 30 ٪ من الأمريكيين من دفع إيجارات منازلهم وشققهم حتى يوم 5 أبريل/نيسان بسبب تأثير الوباء، وفقاً لتقرير صادر عن المجلس الوطني للإسكان.

وكشفت مراجعة للبيانات التي تم جمعها من 13 مليون وحدة سكنية في الولايات المتحدة عن انخفاض بنسبة 12 ٪ في عدد الأسر السكنية التي دفعت الإيجار، مقارنة مع الشهر الماضي. وأشارت البيانات إلى أن 82 ٪ من المستأجرين قد دفعوا إيجاراتهم خلال الفترة نفسها في العام الماضي. وقال دووغ بيبي، رئيس المجلس الوطني للإسكان، إن تفشّي فيروس كورونا قد أدى إلى تحديات صحية ومالية كبيرة لسكان الشقق وأصحاب العائلات المتعددة والعمال والموظفين في المجتمعات في جميع أنحاء البلاد.

وحاولت الحكومة الاتحادية والإدارات المحلية طرح حلول جريئة، وفرضت إجراءات سريعة واستباقية لمشكلة السكن خلال انتشار الوباء، حيث صدرت أوامر في معظم الولايات بمنع عمليات الإخلاء لمدة 90 يوماً، ووقف زيادات الإيجار لمدة 90 يوماً، وشملت التدابير إنشاء خطط سداد للأشخاص غير القادرين على دفع إيجارهم بسبب الأثر المالي لانتشار المرض والتنازل عن رسوم السداد المتأخر.

ونقلت صحيفة «تايمز» عن وزير المالية البريطاني ريشي سوناك قوله لزملائه إن الناتج المحلي الإجمالي قد يهبط إلى ما يصل إلى 30 ٪ بين شهري أبريل/ نيسان ويونيو/ حزيران، في الوقت الذي دعا فيه أعضاء مجلس الوزراء إلى تخفيف قيود العزل العام.

وأضافت الصحيفة أن سوناك بحث احتمال حدوث تراجع يتراوح بين 25 و30 في المئة في الناتج المحلي الإجمالي خلال الربع الثاني. وقالت إن عشرة وزراء يضغطون من أجل تخفيف اجراءات العزل العام الشهر المقبل. ولم يحدد التقرير هؤلاء الوزراء.

ونقلت الصحيفة عن وزير قوله: «من المهم ألا ينتهي بنا الأمر بالتسبب في مزيد من الضرر بسبب العزل العام. نبحث ثلاثة أسابيع أخرى من العزل العام ثم يمكننا بعد ذلك البدء في تخفيفه». ولم تذكر الصحيفة اسم الوزير.

ودفعت هذه التوقعات دولا كثيرة في العالم للاستعداد لأشكال غير مسبوقة من الخسائر الاقتصادية والأوضاع الماليّة التي لا يمكن السيطرة عليها، وأضافت جوا من الإحباط في الوقت الذي لا يعرف أحد المدى الذي ستصل إليه تداعيات وباء كورونا، ولا كيف سينتهي.

واستغلت اسبانيا الانخفاض في حصيلة الوفيات التي سجلت الإثنين 280 حالة، وهي الأدنى منذ أسابيع، لإعادة تفعيل بعض قطاعات الاقتصاد. واستأنف قسم من الإسبان العمل الإثنين بعد أسبوعين من التوقف. وفي المحطات، بدأت الشرطة ومتطوعون بتوزيع 10 ملايين قناع على الموظفين وخصوصاً العاملين في قطاعي الصناعة والبناء الذين استأنفوا العمل الإثنين. ومنذ اسبوعين سمح فقط للقطاعات الأساسية كالغذاء والصحة والطاقة بالعمل لإبطاء تفشي الفيروس في ثاني أكثر بلدان أوروبا تضررا بالفيروس بعد إيطاليا، مع 17 ألفا و489 حالة وفاة مسجلة في البلاد حتى الإثنين.

وأظهرت البيانات أنه تم تسجيل 2665 إصابة جديدة مؤكدة بالوباء في حصيلة يومية هي الأقل منذ أسابيع. وبلغ عدد المرضى الذين غادروا المستشفيات 64727 من أصل 169496 حالة ما يخفف الضغط قليلا عن المراكز الطبية المثقلة. ويبقى 46.6 مليون إسباني في العزل ويسمح فقط للأشخاص غير القادرين على العمل من منزلهم بالتوجه إلى مراكز العمل. ولا يسمح للآخرين بالخروج سوى لشراء مواد غذائية أو أدوية أو إخراج كلابهم. وتخطت إسبانيا مرحلة الانتشار القصوى للوباء بحسب السلطات منذ تسجيل 950 حالة وفاة في الثاني من نيسان/أبريل، غير أن تدابير الحجر المنزلي ستستمر حتى 25 من الشهر الجاري على الأقل. وقال وزير الصحة الإسباني سلفادور إيا: «لم نطلق أي مرحلة لتخفيف القيود ولم ننه الضوابط الموضوعة على تجوال الأشخاص». وإن كانت الصين رفعت تدابير العزل في المنطقة التي ظهر فيها الوباء لأول مرة في كانون الأول/ديسمبر وباشرت تحريك العجلة الاقتصادية، فإن استئناف العمل غير مطروح بعد في العديد من الدول الأخرى.

وفي فرنسا، يلقي الرئيس إيمانويل ماكرون كلمة تلفزيونية مساء الإثنين يعلن فيها تمديد الحجر المنزلي العام إلى 10 أيار/مايو على أقرب تقدير.

زر الذهاب إلى الأعلى