أخبار عالميةالأخبار

الجيش البرازيلي ينفذ انقلابا أبيض بسبب سياسة الرئيس اللامسؤولة في محاربة فيروس كورونا

تسبب فيروس كورونا في وقوع ما يشبه الانقلاب الأبيض من طرف المؤسسة العسكرية ضد الرئيس جير بولسونارو بتهميشه من الإشراف التام على معالجة هذا الوباء، بل ومطالبة بعض السياسيين بالحجر الصحي عليه بسبب أفكاره الغريبة التي قد تدمر البلاد.

 

في هذا الصدد، أورد الموقع الرقمي “دفينسا نيت” الذي يستعمله الجيش بطريقة غير رسمية للمشاركة في النقاش السياسي، أن المؤسسة العسكرية قد تكون عينت الجنرال والتير براغا نيتو لتنسيق عمل الحكومة الفيدرالية ولو تطلب الأمر مخالفة أوامر الرئيس.

 

وتبرز هذه الجريدة الرقمية كيف سيساهم القرار في جعل الرئيس على الهامش وكأنه غير موجود وبدون سلطات في حالة إعطاء أوامر لا تعجب الجيش في مواجهة فيروس كورونا. وكان وزير الصحة لويس إنريكي مانديتا قد طرح الحجر الصحي على شاكلة معظم دول المنطقة، ولكن الرئيس بولسونارو عارضه بشدة واعتبر فيروس كورونا إنفلونزا عادية للغاية.

 

ويعاني قطاع الصحة البرازيلي من هشاشة وعدم ولوج نسبة هامة من السكان الفقراء إلى النظام الصحي، ويوجد تخوف حقيقي وسط الجيش من احتمال انتشار الوباء مما سيضر بقدرات البلاد، وسيتحمل الجيش المسؤولية الكبرى لتأمين الاستقرار في بلد معروف بمستويات مرتفعة من الإجرام في الأوقات العادية، فكيف بحالة انفلات الفيروس من السيطرة!

 

ولهذا، جرى بداية الشهر الجاري التنسيق بين الجيش ومختلف الوزارات والإدارات لاحتواء انتشاره، وذلك في وقت كان عدد المصابين قد تجاوز العشرة آلاف وعدد الوفيات تجاوز 400، أما اليوم السبت من الأسبوع الجاري فقد اقترب من 20 ألف مصاب و1200 من الوفيات. وجرى اختيار الجنرال المذكور بدون إعلان رسمي وضدا على رغبة الرئيس.

 

وأوردت جريدة فوليا دي ساو باولو أن رئيس مجلس النواب رودريغو مايا ومجلس الشيوخ دافي ألكلومبري رفضا التنسيق مع الرئيس حول مخطط مواجهة فيروس كورونا وبحثا الأمر مع وزير الصحة الذي يحظى بدعم الجيش في هذا الملف.

 

ونشرت الجريدة يوم 4 أبريل الجاري تقريرا لخبراء في علم النفس بشأن تصريحات الرئيس التي اعتبروها في إطار البرانويا والهلوسة الفكرية. وعلى ضوء هذا التقرير، طلبت المرشحة السابقة للرئاسة مارينا سيلفا تدخلا طبيا سريعا لوضع الرئيس جانبا.

 

وكانت جريدة الباييس الإسبانية قد نشرت في نسختها الخاصة بأمريكا اللاتينية معلومات عن اجتماع لقيادة الجيش مع نائب الرئيس وهو هاملتون موراو وأبلغته استعداد الجيش لدعمه رئيسا للبلاد في حالة تخلي بولسونارو عن الرئاسة أو محاكمته سياسيا. وأجرى قادة الجيش اجتماعات مع سياسيين فاعلين ومنهم من أنصار الرئيس نفسه، وصرح أحد المشاركين في الاجتماع لجريدة الباييس بتخوف الجيش من ارتفاع عدد المصابين والوفيات في ظل استمرار الرئيس في نهج سياسة غير مبالية بخطورة الوباء.

 

ولا تستبعد الطبقة السياسية في البرازيل الخضوع لضغط الجيش وبدء إجراءات إقالة الرئيس. وكان رئيس مجلس النواب رودريغ مايا قد رفض إجراءات عزل الرئيس نهاية مارس/آذار الماضي. بينما يرى محللون أن الجيش لا يرغب في التورط في أي انقلاب مباشر حتى الآن وقد نفذ انقلابه الأبيض بجعل الرئيس لا يصدر أي قرار بشأن محاربة فيروس كورونا.

زر الذهاب إلى الأعلى