أخبار عالميةالأخبار

موجة غضب على دعوة طبيبين فرنسيين لتجريب لقاح كورونا بأفريقيا

أثارت تصريحات طبيبين فرنسيين في برنامج تلفزيوني بث قبل أيام على قناة “إل بي سي” الفرنسية، ردود فعل غاضبة على نطاق واسع. إذ طرحا الطبيبان -وأحدهما مسؤول في معهد طبي معروف في فرنسا- إمكانية إجراء تجارب سريرية في أفريقيا للقاح “بي سي جي” المضاد لداء السل، لمعرفة مدى فعاليته ضد فيروس كورونا.

 

إذ سأل رئيس قسم العناية المركزة في مستشفى “كوشين” بباريس جون بول ميرا، مديرَ مركز الأبحاث في المعهد الوطني للصحة والأبحاث الطبية كامي لوشيت “ألا يجب علينا أن نقوم بتجربة هذه الدراسة في أفريقيا؟ حيث لا توجد كمامات ولا علاجات ولا عناية مركزة”، فأجابه لوشيت بأن ثمة تفكيرا بإجراء اختبارات في أفريقيا لمعرفة مدى فعاليتها على كورونا.

 

وعقب انتشار فيديو البرنامج في وسائل التواصل الاجتماعي، توالت ردود الفعل المنتقدة لتصريحات الطبيبين الفرنسيين، والتي وصفتها بالعنصرية وبأنها غير مقبولة بالمطلق.

 

دعوة قضائية

ولعل من أقوى ردود الفعل، قرار نادي المحامين في المغرب رفع دعوى قضائية على الطبيبين لدى القضاء الفرنسي. ووصف النادي في صفحته الرسمية بفيسبوك ما جاء على لسان ميرا ولوشيت بالكلام البغيض والعنصري، وقال إن اثنين من المحامين المغاربة سيتقدمان بالشكوى لدى المدعي العام الفرنسي بتهمة التشهير العرقي.

 

وغرّد لاعب كرة القدم الأفريقي الشهير ديديه دروغبا -أمس في حسابه على تويتر- قائلا إن ما ورد في البرنامج التلفزيوني الفرنسي غير مقبول بتاتا، مشددا على أن أفريقيا ليست مختبرا، ومنددا بتلك التصريحات التي وصفها بالعنصرية جدا.

 

كما أطلق ناشطون وسوما على تويتر باللغتين الفرنسية والإنجليزية، منها “أفريقيا ليست مختبرا” و”الأفارقة ليسوا فئران تجارب”، وأنشئت عريضة على موقع “تشينغ” المتخصص في العرائض الإلكترونية لإعلان رفض إجراء اختبارات على أي لقاح لفيروس كورونا في أفريقيا.

 

وتقول العريضة إن “الأفارقة ليسوا فئران ولا قردة تجارب في مختبرات، إننا في القرن الحادي والعشرين والغرب ما زال يظهر سلوكا غير إنساني تجاه القارة الأفريقية”، ودعت العريضة الإلكترونية -التي وقعها حتى الساعة قرابة 30 ألف شخص- إلى إبداء التقدير والاحترام للأفارقة.

 

وغرّد عضو البرلمان الفرنسي أوليفير فاور قائلا “ليس استفزازا هي بكل بساطة عنصرية.. أفريقيا ليست مختبرا لأوروبا، والأفارقة ليسوا فئرانا”، كما عبّرت وزيرة التعليم الفرنسية السابقة نجاة بلقاسم عن رفضها التام لما جاء من تصريحات في برنامج قناة “إل بي سي”، وقالت “لا شيء في هذا الفيديو يمكن قبوله، لا جوهر الحديث ناهيك عن النبرة الساخرة التي قيل بها”.

 

رد المعهد

في المقابل، نشر المعهد الوطني للصحة والبحث الطبي الفرنسي تغريدة أمس، وصف فيها ما تم تداوله في مواقع التواصل الاجتماعي بالأخبار المفبركة، موضحا أنه تم نشر فيديو مبتور لمقابلة أجرتها قناة “إل بي سي” مع أحد الباحثين في المعهد، بشأن احتمال إجراء اختبارات على لقاح “بي سي جي” المضاد للسل في أفريقيا.

 

وأشار المعهد إلى أن التجارب السريرية لمعرفة مدى فاعلية اللقاح المذكور ضد فيروس كورونا سيتم إجراؤها في دول أوروبية مثل فرنسا وهولندا وإسبانيا والنمسا وغيرها، وهناك تفكير بتوسيع هذه التجارب لتشمل أفريقيا ولكن بشكل متوازٍ مع ما يجري في أوروبا.

 

غير أن المعهد اعترف في تغريدة لاحقة نشرها اليوم، أن الباحث كامي لوشت يفهم طبيعة ردود الفعل التي خلفتها تصريحاته في البرنامج التلفزيوني الذي كان يبث بشكل مباشر، وأضاف المعهد أن الباحث يقدم اعتذاره عما بدر منه ويشدد على أنه لم يقصد التفوه بعبارات عنصرية تجاه أفريقيا، وأن قصده كان أن تستفيد القارة والبشرية كلها من ثمار الأبحاث العلمية الجارية للتوصل إلى علاج لوباء كورونا.

زر الذهاب إلى الأعلى