مواضيع ثقافية وسياسية

النحل ينقرض فهل تلك هي نهاية البشرية؟

ينسب إلى ألبرت آينشتاين أنه قال ذات مرة “بعد موت آخر نحلة على كوكب الأرض سيبدأ البشر بالانقراض”، وعلى الرغم من أنه لا توجد تأكيدات على صحة هذا الاقتباس فإن النحل وبقية حشرات العالم مهددة بالفناء، وذلك يؤثر قطعا على حياتنا.

 

النحل الطنان

 

بحسب دراستين صدرتا عن جامعة أوتاوا الكندية، فإن النحل في العموم -وتحديدا النحل الطنان- يواجه حاليا مخاطر الانقراض بسبب التغيرات المناخية وتصاعد شدتها خلال العقود القليلة السابقة.

 

وجاءت النتائج -التي نشرت في دورية “ساينس” في 6 فبراير/شباط الحالي- لتقول إنه خلال ثلاثة عقود فقط انخفضت أعداد هذا النوع من النحل بمقدار 30%، ويتفق ذلك -بحسب الدراسة- مع تعريف الانقراض.

 

ولاختبار صحة فرضياته جمع الفريق البحثي بيانات 66 نوعا من النحل الطنان من النحالين خلال الفترة من 1900 إلى 2015، لتتفق النتائج مع تطور التغيرات المناخية في العالم، وهي ما يسميها الفريق “الفوضى المناخية”.

 

ويعني ذلك الاصطلاح أن النتائج المترتبة على ارتفاع متوسط درجات الحرارة العالمي -ولو بكسر طفيف- تؤثر بشكل جذري في البيئات التي تعيش فيها تلك الكائنات الضعيفة، مما يدفعها للهجرة إلى بيئات أخرى سنة بعد سنة، وفي أثناء تلك الفوضى لا تتمكن كل الحشرات من النجاة.

 

النحل الطنان هو أفضل الملقحات في الطبيعة، والملقحات هي تلك الحشرات التي تنقل حبوب اللقاح بين النباتات فتتكاثر وتنتج الفواكه والخضروات التي نأكلها، لذلك فانخفاض أعداد الحشرات عموما يؤثر مباشرة على حياة البشر.

 

نهاية العالم

 

بحسب دراستين جديدتين صدرتا عن جامعة هلسنكي، فإن النحل الطنان ليس استثناء، حيث انخفضت أعداد الحشرات في المجمل بنسبة 45% منذ الثمانينيات من القرن الفائت، ويدفع ذلك الأرض إلى نقطة اللاعودة.

 

ولهذا السبب دق ثلاثون خبيرا عالميا من خلال هاتين الدراستين ناقوس الخطر لمنع كارثة بيولوجية مقبلة إذا استمرت الوتيرة بهذا الشكل، وبجانب التأكيد على ضرورة اتخاذ قرارات سياسية حاسمة تجاه الاحترار العالمي أكد الباحثون على نقاط عدة مهمة.

 

وعلى سبيل المثال، يرى الباحثون أن البدء بتوعية الناس تجاه أهمية الحشرات أمر مهم، خاصة إذا اقترن ذلك بتدريب المزارعين، وأصحاب الحدائق على استخدام اقتصادي للمبيدات الحشرية، وترك الأشجار القديمة بدلا من قطعها.

 

ويأمل الباحثون في هذا النطاق أن تتسارع المبادرات من الحكومات والمواطنين في أنحاء العالم بشكل أكبر من تسارع التغيرات المناخية، وهو ما يساعد البشرية على النجاة في المستقبل.

 

 

شادي عبد الحافظ – الجزيرة نت

زر الذهاب إلى الأعلى