أخبار عربيةالأخبارليبيا

حكومة الوفاق الليبية تطالب بدعوة تونس وقطر لمؤتمر برلين وحفتر يواصل الحشد العسكري

لم تتبق إلا ساعات على مؤتمر برلين المنتظر الذي وجهت نحوه أنظار العالم وتجمعت فيه الدول المهتمة بالشأن الليبي، لتضع حلاً نهائياً على حد قولها للأزمة في ليبيا، مع امتعاض البعض والانتقادات التي وجهت بسبب الدول المدعوة للمؤتمر، والتشكيك بدعم معظم الدول للواء المتقاعد خليفة حفتر وسط دعوات لإضافة بعض الدول إلى القائمة قبل فوات الأوان، حيث طالبت وزارة الخارجية في حكومة الوفاق بضرورة دعوة كل من تونس وقطر إلى مؤتمر برلين المزمع عقده يوم غد الأحد، موضحةً في رسالة موجهة إلى السفارة الألمانية لدى ليبيا، أن تونس تمثل أهمية قصوى كونها جارة حدودية آوت آلاف النازحين الليبيين وأمنها من أمن ليبيا، مؤكدة على أهمية مشاركة دولة قطر التي كانت ولا تزال من أهم الدول الداعمة لثورة السابع عشر من فبراير، مشددة على أن مشاركة هاتين الدولتين يدعم محادثات السلام وإرساء دعائم الأمن والاستقرار في ليبيا، وفق نص الرسالة.

 

وبالفعل فقد أدان سفير تونس لدى ألمانيا أحمد شفرة عدم دعوة بلاده إلى المشاركة في مؤتمر برلين، واصفاً ذلك بالإقصاء، مؤكداً في مقابلة مع دي دبليو، أن تونس هي أكبر بلد مهتم بالوضع في ليبيا، وهي الأكثر تضررا مما يجري فيها، منوها إلى أن جانبا كبيرا من التحديات الاقتصادية والأمنية التي تواجهها تونس مصدره ليبيا.

 

وأكد شفرة أن إقصاء تونس لا يتناسب مع وضعها حاليا كعضو غير دائم في مجلس الأمن الدولي، لا سيما في ظل اتفاق تونس وألمانيا للتعاون إقليميا ودوليا.

 

كما نددت دول أخرى مقربة من حفتر باستبعاد اليونان، واعتبر رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس الخميس، أن استبعاد بلاده من مؤتمر برلين حول ليبيا المقبل خطأ كبير، وفق تعبيره.

 

انتقادات أخرى وجهت لتفاصيل المؤتمر الداخلية من قبل حكومة الوفاق الوطني، خاصةً في ما يتعلق بشخص اللواء المتقاعد خليفة حفتر وبعدم اعتباره مجرم حرب، والنظر في عدوانه على العاصمة والضغط عليه للانسحاب منه، حيث أكد النائب في المجلس الرئاسي محمد عماري زايد أن مسودة بيان برلين المتداولة الآن استندت إلى الطرح الفرنسي في مؤتمر باريس السابق، وهي مخالفة للواقع وما طرحته من حلول لا يتفق مع ثوابت حكومة الوفاق.

 

ونوه عماري إلى أن تجاهل ما قام به حفتر وعدم إدانة عدوانه على العاصمة، يعطيه نقاط قوة سياسية تضمن له تحقيق أهدافه سياسيا إذا فشل في تحقيقها عسكريا، مؤكدا أنه من الخطأ القبول بأي عملية سياسية وطرابلس تحت الحصار.

 

وركز زايد في حديثه على نقطة مهمة كررت حكومة الوفاق عرضها ألا وهي أن أي حوار سياسي لا يكون إلا بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار وسحب المعتدي لكامل قواته وآلياته، والاتفاق على أطراف الحوار والمبادئ الحاكمة له، داعيا إلى إدانة التدخل العسكري الإماراتي والمصري المخالف لقرارات مجلس الأمن.

 

وتفاءل بعض الأطراف بمؤتمر برلين، ذاكراً أنه يعتبر نجاحاً للدبلوماسية الاوروبية، حيث اعتبر رئيس البرلمان الأوروبي ديفيد ساسولي، إعلان مشاركة رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج وخليفة حفتر في مؤتمر برلين نجاحا للدبلوماسية الأوروبية.

 

وكما ذكر ساسولي فإن حضور طرفي الصراع في ليبيا دليل حقيقي على أن الاتحاد الأوروبي قادر على أن يسمع صوته على الساحة الدولية عندما يتصرف بطريقة موحدة، منوها إلى ضرورة مواصلة الضغط على الأطراف لتأكيد وقف إطلاق نار فعلي عبر اتفاق رسمي في مؤتمر برلين تحت مظلة الأمم المتحدة.

 

وعلى العكس تماماً تشاءمت أطراف أخرى مؤكدة عدم جاهزية السراج وحفتر للتواصل المباشر بعد، حيث أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف؛ في المؤتمر الصحافي السنوي لوزارة الخارجية الروسية في موسكو، أن حفتر والسراج غير مستعدين بعد للتواصل بشكل مباشر، مشيرا إلى أن بلاده جاهزة للقيام بما يلزم للوصول إلى اتفاق إيجابي لكل الفرقاء في ليبيا وأهمه الاتفاق على وقف إطلاق النار.

 

ورأى لافروف ضرورة ألا تكرر أطراف النزاع في ليبيا الأخطاء وألا يطرحوا شروطا إضافية بعد مؤتمر برلين مؤكدا مشاركة بلاده في المؤتمر وفق قوله، وأشار إلى أن الوثائق الختامية لمؤتمر برلين حول ليبيا تمت الموافقة عليها عمليا خلال الاجتماعات التحضيرية.

 

وأكد حفتر لحلفائه التزامه المستمر بوقف إطلاق النار، آخره كان مع وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، الذي أكد أن خليفة حفتر ملتزم بوقف إطلاق النار في البلاد.

 

ونسب تلفزيون إن تي في الألماني إلى ماس قوله إن حفتر تعهد بالالتزام بوقف إطلاق النار بغض النظر عن حقيقة أنه لم يوقع على اتفاق وقف إطلاق النار في موسكو هذا الأسبوع.

 

وأعلن المكتب الإعلامي لعملية «بركان الغضب» رصده، من خلال برنامج تتبع حركة الملاحة الجوية، رحلات لطائرات شحن من نوع (أنتينوف إن – 124) من قاعدة الظفرة الجوية في أبو ظبي في الإمارات إلى بنغازي عبر القاهرة، مؤكداً إنه جرى تسجيل 4 رحلات على الأقل من قاعدة الظفرة إلى بنغازي منذ 12 من كانون الثاني / يناير الحالي.

 

كما أضاف المركز في منشور له أن طائرة تابعة لأجنحة الشام السورية آتية من مطار دمشق حطت في مطار بنينا ليل الخميس، مشيرا إلى أنه قد سبق رصد رحلات طيران مماثلة عبر برنامج التتبع، رغم ما يحوم حول الشركة من شبهات، والتي فرضت عليها عقوبات أمريكية لنقلها مقاتلين وأسلحة ومعدات بين روسيا وسوريا.

 

وقد تم تداول أنباء عديدة عن تحشيد قوي يقوم به حفتر خلال هذه الأيام لقواته، ومع وعوده بالالتزام بوقف إطلاق النار، أعلن المتحدث باسم الجيش الليبي التابع لحكومة الوفاق الوطني في ليبيا محمد قنونو، عن قيام قوات حفتر بخرق اتفاق وقف إطلاق النار مجدداً، حيث قامت بقصف مستودع البريقة النفطي على طريق المطار في العاصمة الليبية طرابلس.

 

وتابع قنونو أن قوات حفتر قامت باستهداف المجمع بقذائف الهاون، مما أسفر على العديد من الأضرار المادية، دون وقوع أي خسائر بشرية حتى الآن، مؤكداً على استمرار قوات حفتر في خرق الهدنة وتكرار هذا الخرق.

 

كما نشر المكتب الإعلامي لعملية «بركان الغضب» الخميس صوراً لضحايا من المدنيين، استهدفوا من قبل قوات حفتر في سياراتهم، أثناء محاولتهم العودة لمنازلهم بعد نزوحهم منها لأشهر، وقد أظهرت الصور جثثا ملقاة على قارعة الطريق وفي السيارات، محذرا من الرجوع إلى المنازل.

 

كما أكد شهود عيان قيام قواته بالقبض على مواطنين في سرت وحرق منشآت عديدة في المدينة، وتحويل أخرى طبية إلى ثكنات عسكرية.

زر الذهاب إلى الأعلى