مواضيع ثقافية وسياسية

واشنطن تجيد النباح فقط وليس العض.. علاقة ترامب ببن سلمان تتلاشى فهل سينقذه بوتين؟

في مقال للمعلق سيرل ويدرشوفين تحت عنوان “الخيار الأخير لولي العهد السعودي” نشره بموقع “أويل برايس”، قال إن محمد بن سلمان عاد إلى مركز الاهتمام الإعلامي هذه الأيام. فبعد تقديمه مقابلة مع شبكة “سي بي أس” الأمريكية والتي اعترف فيها بارتكاب أخطاء بجريمة مقتل الصحافي جمال خاشقجي، بدأت حملة إعلامية أخرى بحلول الذكرى الأولى على الجريمة البشعة لقتل خاشقجي، وقال مصدر لم يتم الكشف عنه إن هناك هجوما على موقع ولي العهد داخل المملكة.

 

ويرى الكاتب أنه منذ بروز محمد بن سلمان كلاعب على الساحة السياسية في المملكة، يواجه هجمات من المؤسسة الدينية المحافظة داخل السعودية. وفي الفترة الأخيرة، ظهرت بعض الأصوات الليبرالية مثل وزير النفط السابق خالد الفالح بانتقاد بعض سياسات الأمير. ورد ولي العهد على هذه الانتقادات بشكل قوي، أولا عبر اعتقالات ريتز كارلتون ثم عزل الفالح من منصبه وعدد آخر من اللاعبين المؤثرين.

 

وتهدف الإستراتيجية التي تم تنفيذها الآن لدعم الطرح العام والذي طال انتظاره لشركة النفط السعودية أرامكو، وهي مناسبة يعتقد محمد بن سلمان أنها ستؤدي لتقوية منصبه في المملكة.

 

ويرى الكاتب أن مخطط بن سلمان لتوطيد سلطته كان يسير حسب المخطط حتى الهجوم بالطائرات المسيرة على منشأت النفط في أبقيق. ولم تفهم الصحافة والمحللون الضرر الفادح الذي تركته هذه الهجمات، حيث يتم تصديق ما تقوله الحكومة السعودية وشركة أرامكو وكأنه كلام منزل من السماء عندما يتم الحديث عن أثرها.

 

ويرى الكاتب أن وصف التصريحات الجديدة من الحكومة بالمثيرة للتفاؤل هو إساءة تقدير، فالآثار الفادحة التي تركها هذا الهجوم لا يمكن إصلاحها في مدى أيام. وحتى لو افترضنا أن الضرر على منشآت أبقيق تم إصلاحه وعاد النفط لتدفقه كما كان قبلها، فقد تغير العالم. فنعرف الآن أنه بأنظمة سلاح ذات كثافة متدنية يمكن إصابة قلب القطاع النفطي العالمي ووقف حركته بشكل كبير. ومن هنا فوضعية السعودية كعامل استقرار للسوق النفطي العالمي تأثرت إن لم تكن دمرت في السيناريو الأسوأ.

 

ولن تستطيع شركة صيانة إعادة الثقة التي لم يكن أحد يشك بها في السعودية كمنتج مرجح يقوم عليه أمن الطاقة وإمداداته. فبعدد لا يزيد عن 30 طائرة مسيرة وصواريخ كروز تم استبعاد الإنتاج الاحتياطي من السوق، ولم يعد بعد حسب عدد من المحللين.

 

ويرى الكاتب أن النزاع الإيراني- السعودي دخل مرحلة جديدة بشكل يهدد بحرب شاملة. وستعاني ليبيا والعراق من الوضع الناجم عن النزاع. ورغم التهديد بعدم الاستقرار رفضت الدولة الحليفة الأهم للسعودية وهي أمريكا أن تجر إلى النزاع. ويعتقد الكاتب أن العلاقة بين ترامب وبن سلمان بدأت بالضعف في ظل الضغوط الجيوسياسية المتزايدة. وعلى ما يبدو تجيد واشنطن النباح وليس العض عندما يتعلق الأمر بتحركات إيران ضد السعودية.

 

وعلى ما يبدو لا يفهم المحللون الأمريكيون وصناع السياسة أن هذا الموقف من واشنطن لا يضعف التأثير الأمريكي في المنطقة ولكنه يفتح الأبواب للمعارضة ضد محمد بن سلمان. ويضيف الكاتب أن الإعلام العربي والغربي نشر قصصا عن زيادة الضغوط ضد محمد بن سلمان داخل العائلة المالكة، وهي قصص صحيحة بدون شك، بشكل يزيد من الضغط على ولي العهد.

 

وسيتم تقرير مصير الأمير محمد بن سلمان في الأشهر المقبلة، بحيث لم يبق إلا مجال قليل للمعارضين.

 

وبعد مستنقع اليمن والضرر على منشآت أبقيق سيحاول أمراء بدون شك إضعاف موقعه. والموضوع الرئيسي الآن هو غياب المنافس الحقيقي له وسط مزاعم عن وجود دعم لولي العهد، وأن الأمير أحمد بن عبد العزيز (77 عاما) ليس المرشح المفضل لدى الشباب. ويجب والحالة هذه أن يحاول زيادة مشاريعه وتقديمها كقصة نجاح للجميع عندما يتعلق الأمر بالفوز في الحكم بالرياض.

 

ويلاحظ الكاتب أن التقارير الصحافية الإيجابية عن محمد بن سلمان جاءت قبل المؤتمر الاستثماري في الرياض هذا الشهر، وهناك إمكانية لطرح أرامكو في المؤتمر يعقبه بوضع 1% من الأسهم على سوق السعودية المالي تداول بشكل يعيد محمد بن سلمان إلى الصورة ويضعف المعارضة له.

 

ويرى الكاتب أن الجمود في المنطقة سيجعل 4.000 ممثل عن صناديق استثمارية وسيادية وشركات جاهزين لتوفير النقد اللازم لعملية الاكتتاب وتقوية وضع محمد بن سلمان. وسيكون الدعم له جيدا في ضوء الرحلة المرتقبة لفلاديمير بوتين إلى الرياض، فعلى خلاف التلاشي في صداقة ترامب- محمد بن سلمان يعتبر بوتين داعما رئيسيا لإستراتيجية ولي العهد وأحلامه.

 

وبدأت الشركات والصندوق السيادي الروسي بالتدفق إلى فنادق الرياض كدليل على الدعم القادم من موسكو. ويبدو أن بوتين راغب في استثمار ضعف الرد الأمريكي على الهجمات التي تعرضت لها بنيته النفطية، وسيكون محمد بن سلمان راغبا بالاستفادة من الوضع. وقد يساعد التعاون الروسي- السعودي على ضبط إيران، خاصة أن طهران تعتمد كثيرا على موسكو.

زر الذهاب إلى الأعلى