ملفات ساخنة

أمير الظلام أبرز معارضي مواجهة إيران في سي أي أيه يدعو لمحاورة مهندس الهلال الشيعي

نشر موقع “أويل برايس” مقالا لسايمون واتكينز تحت عنوان “أمير الظلام في سي آي إيه لا يريد حربا مع إيران” حيث قال إن تعليقين صدرا الأسبوع الماضي عبّرا عن المأزق الأمني الخطير الذي تواجهه إيران والولايات المتحدة.

الأول ما قاله المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية آية الله علي خامنئي من أن الملاحة البحرية في الخليج ستظل في خطر طالما استمرت إيران غير قادرة على تصدير نفطها.

أما الثاني فهو ما قاله وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو وتهديده الدول التي ستساعد ناقلة البحر أدريان داريا 1 وهي تعبر البحر المتوسط بالعقوبات.

وقال مصدر بارز يعمل مع وزارة البترول الإيرانية الأسبوع الماضي في تصريحات للمجلة ” رأي إيران الآن هو أن الولايات المتحدة لن تشن هجوما عسكريا واسعا كما كانت متوقعا في السابق، خاصة أن الولايات المتحدة باتت معزولة في تحركاتها ضد إيران بين حلفائها في أوروبا وحتى بريطانيا”.

 

وأضاف: “في نفس الوقت تعتقد إيران أنها تستطيع أن تدفع الولايات المتحدة إلى إعادة التفاوض على اتفاقية نووية جديدة تشمل رفع العقوبات”.

وحتى أشهر قليلة ماضية كان أمريكا تخطط لعمل عسكري شامل وبحسب مصادر سياسية بارزة في لندن وواشنطن كانت “جاهزة بنسبة 98%” أما “ما تبقى 2% فهي تتعلق بنقل المواد والجنود ووضع البرامج التكنولوجية موضع الجاهزية”.

وحتى ذلك الوقت كان جون بولتون، مستشار الأمن القومي الصوت السائد المسموع لدى الرئيس دونالد ترامب. وكان هذا يعني تحريك 120.000 جندي أمريكي لتعزيز البارجة الحربية أبرامز التي وصلت إلى الخليج. وفي نفس الوقت نصح عدد من مستشاري الرئيس المقربين ورموز بارزة في وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) أن عملا كهذا سيكون كارثة بالمطلق وعلى الصعيدين العسكري والإقتصادي.

إن أخذنا بعين الإعتبار القدرات العسكرية الإيرانية وطبيعة المنطقة التي تسمح لطهران بشن حرب عصابات في أي مكان في العالم بالإضافة إلى قدرة إيران إغلاق مضيق هرمز.

وقال مصدر “باختصار فقد أخبر أن عملية عسكرية واسعة ضد إيران ستؤدي إلى نتائج على قدر النتائج التي نتجت عن حرب أفغانستان وخطورة تنظيم الدولة الإسلامية في ذروة قوته”.

وأشار واتكينز إلى أن الموقف الأمريكي من إيران منقسم إلى جانبين. فهناك بولتون ونائب الرئيس مايك بينس والذي قال “لقد ضيع العالم فرصة المرة الأخيرة لمواجهة النظام ولكن ليس الآن” ويجد موقفهما دعما من مايك بومبيو وزير الخارجية. فهو أقل صقورية منهما ويفضل التمسك بخيار ممارسة العقوبات الإقتصادية لشل النظام ودفعه على الإنهيار.

 

وشهدت الفترة الماضية خطوات مثل إلغاء الإعفاءات الممنوحة إلى الدول لاستيراد النفط الإيراني وتصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية بالإضافة إلى 14 منظمة و17 كيانا مرتبطة بالمنظمة الدفاعية للبحث والإبداع. وقالت مصادر بارزة في واشنطن إن هذه المنظمة أصبحت خبيرة بالعمل مع الحرس الثوربي لمواصلة أبحاثها النووية تحت غطاء شركات يتم تغييرها بسرعة.

ويمكن لهذه العمل في المجال الدولي من خلال نشاطات قانونية مثل التمويل والقروض وما إلى ذلك. وعلى الجانب الثاني المضاد لبولتون ومن معه، يقف المسؤولون البارزون في المخابرات الأمريكية ومن أبرزهم دان كوتس الذي ترك منصبه كمدير لوكالة الأمن القومي بسبب خلافاته مع ترامب حول الإتفاقية النووية الإيرانية.

 

ومن هؤلاء المعارضين لضرب إيران مسؤول مهم هو مايكل دانديرا أو المعروف “بأمير الظلام” لعمله في تطوير وسائل مكافحة الإرهاب في مرحلة ما بعد 9/11  والشخص البارز في التخلص من المسؤول العسكري لحزب الله عماد مغنية في دمشق عام 2008. وبحسب مصادر عدة تحدث معها معد التقرير فإن دانديرا يفضل الحوار مع إيران عبر قيادة الحرس الثوري ، وبل وكان يدعم الحوار والإتصال مع مهندس فكرة الهلال الشيعي من لبنان عبر سوريا والعراق إلى إيران، أي الجنرال قاسم سليماني. وتقول المجلة إن الأسلحة التي تستطيع إيران استخدامها في حرب غير منسقة واسعة ويمكن أن تؤثر على تدفق  النفط وأسعاره وستضعف خطط أمريكا في العراق وتركيا من خلال زعزعة استقرار الأقليات الكردية  وتزيد التوتر بين الولايات المتحدة من جهة والصين وروسيا من جهة أخرى. وتؤثر على علاقة أمريكا مع حلفاء في الناتو  وتزيد من حرارة الهجمات ضد شركاء أمريكا في المنطقة وهي السعودية  من خلال حلفائها الحوثيين في اليمن. وقال المصدر الإيراني إن “ترامب معزول في موقفه من الأفعال السعودية ضد الحوثيين في اليمن، وهو ما تعرفه إيران ولكن من خلال نقل الحرب مباشرة إلى الاراضي السعودية، كما هو واضح من خلال الطائرات المسيرة على حقل الشيبة النفطي ومجمع المصافي فإن دعم السعودية يصبح غير ممكن”. وتتطلع إيران للإستفادة من هذا الوضع عبر فتح سفارة للحوثيين يعمل فيها 25 موظفا بعد التعيين غير الرسمي لإبراهيم محمد محمد الدليمي كسفير للحوثيين في الجمهورية الإسلامية.وقال المصدر الإيراني “هذا جزء من استراتيجية سليماني من خلال ألف خنجر التي تؤدي إلى ألف جرح ضد الولايات المتحدة طالما استمرت في فرض العقوبات على إيران”. ويقول الكاتب إن عزل الولايات المتحدة كان أساس الإستراتيجية الإيرانية كما بدا من حادثة الناقلة التي احتجزت في جبل طارق ورفض الدول الأوروبية الخروج من الإتفاقية النووية التي قال السفير البريطاني كيم داروك من ان خروج ترامب منها كان بسبب مقته لباراك أوباما.

زر الذهاب إلى الأعلى