مقال رئيس التحرير

لا لمقارنة الأسود بالثعالب

القائد هو من يتمتع بالثقة بالنفس التي تحفزه على تحمل المسؤولية، وإنجاز المهام على أكمل وجه، وهو من يتعامل مع الأمور السلبيّة بحكمة ورويّة، مما يجعله محاط بأنظار الجميع أينما وُجد، والقائد الذكي يأخذ بالمسببات والوقائع على الأرض، كما أنّه  يقطع العهود على نفسه، ويسارع بكلّ ثقة إلى الإيفاء بها، بالإضافة إلى ضرورة تطبيق اللوائح الإداريّة أو القواعد العامة على نفسه قبل البدء بمحاسبة الآخرين، ويتطلب امتلاك الخبرة المهنيّة في مجال عمله وتحمُل مسؤوليته، ويعرف جيداً كيفيّة توظيفها مع ضرورة توسيع دائرة معرفته بكلّ الأمور قدر المستطاع ، فالقائد العسكري أكثر صعوبةٍ من قيادة المكان المدني،  ويجب عليه الاتّصاف ببعض الصّفات التي تتناسب مع الظروف العسكريّة المحيطة في نطاق مجاله وحدوده، وقراره يؤثّر في أمن وسيادة دولةٍ بأكملها، ويضمن تحقيق الاطمئنان والأمن والاستقرار للمواطنين، كما على القائد العسكري التمييز بين القرارات التي تخصّ الأمور الداخلية لوحدته أو القرارات الخارجية التي لها علاقة بالوحدات العسكرية الأخرى، لذلك فالقائد العسكري الناجح هو من يستطيع اختيار القرار السليم في الوقت المناسب بكل ذكاءٍ وحكمة، وأن يكون ذُا إرادةٍ قوية عند اتخاذه القرارات السليمة والتي من شأنها أن تصبّ في مصلحة الوطن  فالخدمة العسكريّة وقرار قائدها هي مصلحة عامة للدولة.

 

ومن هذا المنطلق رئيس المجلس الرئاسي السيد فائز السراج وما يسمي بحكومة الصخيرات تفتقر إلى شخصية تمتلك كاريزما القيادة وإلى هيبة استرجاع الدولة إلي عهد سابقها، وهو ما قبل إسقاط النظام السابق والمعروف لذي العالم بأسره، ولم يكُن له وزن ولا كتلة من الطموح تتناسب مع كاريزما “القائد العام المشير حفتر”  والجيش العربي الليبي ومشروع بناء الدولة والمدافعين عنها من مفكرين وحكماء في حربهم اللدود لبناء مؤسسات الدولة، مما يذل علي ثقة هؤلاء في القيادة الرشيدة والتي من شأنها تصحيح المسار الصحيح لأهداف البسطاء في تلك الدولة.

 

لقد ظل هذا الشعب قرابة 40 سنة ونيف في ظل قيادة لها كاريزما وتهتم بشكل كبير بالمواكب والعروض العسكرية والخطابات النارية والحماسية، هذه هي الشخصية القيادية المبرزة التي فرضت نفسها وبسطت سيطرتها علي كافة التراب الليبي وسيادة الوطن، ووصفه في سلوكه وتصرفاته لدى الكثير، وهي الصورة التي يجب أن يظهر عليها القادة.

 

إن تغيير هذه الصورة بنمط ثاني من الحكم العسكري إلي الحكم المدني الكامل والخالي من أي مظاهر السطوة بهذه الفترة الحرجة التي تمر بها ليبيا بصفه عامة وحكومة الصخيرات والمفروضة من الغرب بصفة خاصة، والتي تدعي وتتشدق بالدولة المدنية، هي من دفعت بمعظم  الليبيين بالشعور بفقد هيبة هذه القيادة، ولا يعلقون عليها آمالا كبيره.

ولا تزال صورة القائد في عقولنا وعقول العالم الثالث هو ذلك الشخص الممتنع الذي يخرج لهم في مواكب فخمة ومحاط بالدبابات والمدرعات والقوات الخاصة ويخطب فيهم الخطب الرنانة، ذلك سيعطي القائد هالة من القوة التي يريد الناس ان يرونها في قائدهم الذي سيحقق طموحاتهم الجبارة، وبذلك سيعتبرونه رمزا للشجاعة ومصدرا للفخر أمام الدول الأخرى.

 

والشخصية العسكرية الموجودة في أن واحد في معارك ميدان القتال والشرف والساحة السياسية هو القائد العام للجيش الليبي والمشرع من قبل مجلس النواب الليبي، وهو لا يهادن الأطراف السياسية او يملى عليه من قبل جنرالات الجيش، بل يضع ما يراه مناسباً للمرحلة وهذا لا يكون إلا في شخص متوهج وله كاريزما اجتمعت حوله الأطراف الدولية واعترفت به كونه القائد الذي حقق ولازال يحقق أهدافه ويفرض نفسه عن جداره واستحقاق، لا لمقارنة الأسود بالثعالب لا علي سبيل الحصر وإنما لسرد الحقائق للشعب الليبي. بقراركم اللئيم عندما استلمت وزارة الدفاع واستلم أمثالكم وزارة الداخلية عند تشكيل أول حكومة لحل “الجيش الليبي وهيئة الشرطة” وليعلم الجميع عندما ذاق أهل وأحرار شعب ليبيا من الظلم والقهر تنادي أعضاء أبناء الشعب الليبي في ليبيا الحبيبة  لإعادة تنظيم وترتيب الجيش الليبي، بدا بتطهير البلاد من جميع التنظيمات الإرهابية بتحالفهم مع تنظيم الإخوان لنا وما هم بمسلمين وإنما هم المفسدين.

جيشكم البطل رغم كل التحديات يقارع جميع التنظيمات الإرهابية في بنغازي ودرنة وكل المدن الشرقية، حيث تم تطهيرها من كل العصابات الإرهابية، واسترداد من سرق ثرواتكم  تم قام بإرجاع الهلال النفطي وهو مصدر قوت الليبيين وتأمينه، تم إرجاع وتطهير مدينة درنة من جميع التنظيمات الإرهابية وقادتهم المتطرفين (العشماوي)، وأتجه صوب الجنوب الحبيب وما أدراك ما الجنوب لقد تكالبت كل التنظيمات الإرهابية علي ثرواته وحرمان أهله ومحاولة التطهير العرقي وتمزيق النسيج الاجتماعي، فكان الموعد مع جيشكم البطل حماة الديار لا استرجاع الجنوب وليعيش أهله في الأمن والأمان، ويحين الموعد مع الغرب الليبي وتكون مدينة غريان عاصمة الجبل الغربي وأبطالها الشجعان من الجيش الليبي غرفة غريان الانطلاقة والعبور إلي عاصمتنا الجريحة. لبيك طرابلس لبيك.

 

المهدي أحميد

زر الذهاب إلى الأعلى