خريجو الطب بجامعة القدس الفلسطينية يتفوقون في أميركا وأوروبا
حصل أكثر من 15 طبيبا وطبيبة من خريجي تخصص الطب البشري في جامعة القدس الفلسطينية على مقاعد الإقامة في مختلف تخصصات الطب البشري بالولايات المتحدة الأميركية لعام 2024.
وتم قبول هؤلاء لإكمال مسيرتهم الأكاديمية في تخصصات متنوعة، ونجحوا في انتزاع مقاعدهم ضمن منافسة سنوية تجري على مستوى العالم بين أطباء من مختلف الدول لنيل فرصة الاختصاص المميزة المعروفة بـ(Residency Match).
الطبيب فراس قَرَجة من مدينة حلحول جنوب الضفة الغربية، أحد خريجي جامعة القدس الذين نجحوا في الحصول على هذه الفرصة، قال للجزيرة نت إنه تخرج عام 2019 لكن العائق المادي حال دون قدرته على التقدم إلى 3 امتحانات أميركية كان لا بد من الخضوع لها.
وحتى قُبل هذا الطبيب لإكمال تخصص طب الأطفال في أميركا، باشر فورا رحلة تخصصه في المجال ذاته بعد تخرجه بمستشفى الهلال الأحمر الفلسطيني في مدينة الخليل، وهو في العام الأخير من التخصص.
تأسيس سليم
وعن قبوله مؤخرا في مستشفى جامعة فلوريدا تحدث للجزيرة نت كخريج جامعة فلسطينية يُقبل لإكمال مسيرته في الولايات المتحدة في ظل ظروف سياسية صعبة ومعقدة قائلا “أفتخر وأعتز بجامعة القدس التي تفوق خريجوها على مستوى العالم، يجب على من يتقدم لامتحانات التخصص من خارج أميركا أن يحصل على علامات عالية ليقبل، ونحن كنا جاهزين لهذه الخطوة لأننا تأسسنا في الجامعة بشكل يسهل علينا التقدم لامتحانات صعبة ومعقدة”.
أما الطبيبة مرام البندك التي تنحدر من مدينة بيت لحم فتخرجت عام 2022، وتقدمت لامتحانات التخصص في أميركا. وتقول إنها سعت للحصول على العلم في مجال الطب بأفضل الأماكن لأنها تريد أن تساعد بلدها وشعبها بأفضل الإمكانيات عندما تعود إلى فلسطين كأخصائية.
قُبلت مرام بتخصص الطب الباطني في مستشفى توليدو الجامعي بولاية أوهايو، وستبدأ رحلة تخصصها هناك في يوليو/تموز المقبل.
وعن ذلك أضافت “في جامعة القدس كنا نتقدم للامتحانات بتخصص الطب في السنوات الأخيرة وفقا للنظام الأميركي، وهذا سهّل على الطلبة إكمال دراستهم من جهة، والتقدم لامتحانات التخصص في أميركا من جهة أخرى، بالإضافة لتركيز الجامعة على التعليم باللغة الإنجليزية والمهارات التي يحتاجها الطالب في هذا التخصص”.
منافسة عالمية
بدوره، قال رئيس جامعة القدس الدكتور عماد أبو كشك للجزيرة نت إن خريجي الطب في الجامعة يتجهون لتقديم امتحان مزاولة مهنة الطب في أميركا وامتحانات أخرى تتعلق باستكمال التخصص، ونتيجة للمنافسة العالية حول العالم واهتمام الكثيرين للدراسة في أميركا بعد إنهاء درجة البكالوريوس تكون المنافسة شديدة جدا.
وأضاف أن صيت جامعة القدس ذاع في كافة الجامعات الأميركية، وأصبحت معروفة كعنوان منذ عام 2000، عندما تقدم الطبيب مؤيد كتانة -الذي تخرج من أول دفعة طب بشري في جامعة القدس- لامتحان استكمال التخصص في أميركا الذي يتقدم له أطباء من جميع الولايات الأميركية ومن أنحاء العالم، وكان ترتيبه في الامتحان هو الثالث على مستوى العالم.
ووفق رئيس الجامعة، طلبت حينها “الجمعية الطبية الأميركية” معرفة أين تقع البقعة الجغرافية التي تُخرّج هكذا منتوج بجودة عالية جدا تلامس مستوى التعليم في أميركا وأوروبا، وبالتالي أصبحت الجامعة عنوانا واضحا للتميز وأصبح الباب مفتوحا أمام طلبتها لاستكمال تخصصاتهم خارج البلاد، وخاصة في أميركا.
وذكر أن الولايات المتحدة استقبلت حتى الآن أكثر من 150 طبيبا استكملوا تخصصاتهم، ومنهم من أكمل درجة الدكتوراه وتبوؤوا مناصب عالية جدا هناك.
“القنصل البريطاني العام السابق فيليب هول قال لي إن 2% من المتقدمين لامتحان مهنة الطب في بريطانيا من جميع أنحاء العالم هم من جامعة القدس” أردف أبو كشك.
وأوضح أن هذا “له انعكاس على طلبتنا وسمعتهم واستقطابهم للدراسة واستكمالها في الخارج وتوظيفهم في مناصب حساسة في أميركا، إذ يتقلدون الآن مناصب مديري مستشفيات ومختبرات طبية في أعرق الجامعات مثل هارفارد وبرنستون وبراون وغيرها”.
جامعة القدس بالأرقام
وفقا لبيانات جامعة القدس، فإنه يتم قبول أكثر من 3 آلاف طالب خلال العام الأكاديمي الواحد في جميع الدرجات العلمية، ويتخرج فيها نحو 2500 طالب وطالبة من درجات الدبلوم والبكالوريوس والدراسات العليا سنويا.
ومنذ تأسيس الجامعة عام 1978 وحتى الآن تخرج فيها 45 ألفا و800 طالب وطالبة، ويدرس على مقاعدها الآن 12 ألفا و712 طالبا على يد 934 أكاديميا في 15 كلية.
وتقدر نسبة الطلبة المقدسيين بـ50%، وفي السنوات الأخيرة يلتحق بالجامعة طلبة من الداخل الفلسطيني، ويرتفع عدد هؤلاء بشكل ملحوظ.
ويقع الحرم الرئيسي للجامعة في بلدة أبو ديس شرقي القدس التي عزلها الجدار العازل وقطع تواصلها مع المدينة المقدسة، وتدفع الجامعة بسبب اسمها وموقعها الجغرافي أثمانا كبيرة وتواجه تحديات كثيرة، أبرزها حرمان طلبتها من بعض التخصصات من الاعتراف الإسرائيلي بشهاداتهم.